إن عدد كبيرا من المتداولين يميلون إلي إتخاد إستراتيجية تنويع
الاستثمارات جزء لا يتجزء من خططهم الإستثمارية , و التي من شأنها التقليل من نسبة
المخاطرة, فهذه الخطة تستغل بشكل واضح جدا أثناء تداول الأسواق المالية و التي من
بينها سوق تداول العملات نظرا لحجم المخاطرة
الكبيرة الموجودة في هذا السوق المعروف عليه التقلب الشديد و الحساسية الكبيرة , إذ أن هذه المخاطر تضاعف في حالت عدم إستعمال
أو سوء إستعمال الوسائل المالية التي ترفع من تأثير تقلب أسعار صرف العملات على
رأس المال في كلي الحالتين الربح أو الخسارة , و من أجل الإحاظة بهذه إستراتيجية
أتت مقالة اليوم لتعرف بهذه الإستراتيجية و لتبين أهم فوائدها و
سلبياتها في ما يخص تجارة الفوركس ؟
بشكل مبسط فإن تنويع الاستثمار ما هو
إلي توزيع لرأس المال بين مجموعة متعددة من أصناف التداول و
ليس الإنحصار و التقيد بصنف واحدة من الصفقات , لأن في مجال الأسهم والسندات تتخذ
هذه الإستراتيجية شكل توزيع رأس المال بين مجموعة من الشركات متعددة , حي مبدأ هذه
التقنية يقوم علي الدمج بين الاستثمارات المرتفعة والاستثمارات المنخفضة المخاطرة
بشكل منطقي و متناسق , أما في ما يخص الفوركس فهو توزيع رأس المال المستثمر في
صفقات متنوعة وعدم التقيد بصفقة واحدة من زوج العملات , فأكبر ميزة
تتميز بها الأرباح هذه الاستراتيجية هي سهولة إسترجاع و تعويض الخسائر في حالة
إبرام صفقات الخاسر و ذلك عن طريق الدخول في صفقات أخرى التي تم وضعها بالتزامن بحكم
أن جميع الصفقات تتفاعل مع بعضها البعض و تصب في مصلحة تعوض البعض عن البعض الأخر , الأمر الذي يرفع من إستقرار
التجارب و يخفض من إمكانية الوقوع في الخسائر مقابل الرفع من نسبة
الأرباح .
رغم كل ما ذكرناه حول هذه الإستراتيجية في ما يخص عملها علي الرفع من نسبة الأرباح إلا أن إستعمالها يتطلب توخي
الحيطة و الحذر , بحكم أن عائق الأكبر في هذه الإستراتيجية يتمثل في عدم القدرة
علي متابعة كل التداولات مما ينعكس علي تركيز المستثمر فيشتته , الأمر الذي يؤدي
إلي عدم استغلال معظم فرص سوق الفوركس لأن الإحاطة بكل التعاملات يعد أمرا يكاد
يكون مستحيلا , الأمر الذي يجعل من إحتمالية
تحقيق مكاسب في هذا السواق يصنف من الأمور الصعبة و التي تتطلب عمل جادا , و
إنطلاقا من هذه النقطة تظهر أهمية و خطورة عقد مجموعة ضخمة من الصفقات بشكل لا محدود نظرا لقدرة الإنسان
المحدودة علي التركيز , مما يجعل الإجراء الاقرب للصواب هو مسك العصي من الوسط و ذلك عن طريق التشبع بمبدأ الوسطية في تحديد الصفقات و الذي يتمثل في
عدم الإفراط في التداول مع عدم التفريط فيه ، حتى يكون بمقدور المستثمر
الإحاطة بمعظم تداولاته من أجل محاولة إنتهاز الفرص المناسبة التي يمنحها السوق في
الوقت المناسب و التي يمكن من خلالها الوصول للثراء و الذي يمثل الهدف الأول و الخير لجميع المستثمرين .
0 comments:
Post a Comment